السبت، 6 مارس 2010

الإستمرار في الإستحمار

بتاريخ 1:11 م بواسطة احمد خيرى


عزيزي الرئيس المصري القادم في عام 2011 تحية طيبة وبعد، ها انت قد رأيت بنفسك حجم الدمار والفساد والتجاوزات والفوضى التي تعوم وتغرق فيها يوميا مصر وطناً ومواطنين، وها أنت قد عرفت خفايا الصورة القاتمة التي كان يحاول الرئيس السابق وأعوانه تغطيتها وسترها عن العيون، اعلم يا ريس انك تواجه العديد من التحديات التي سيكون من المستحيل عليك أن تواجهها منفردا دون حشد كل مواطني مصر خلفك للتغلب على هذه التحديات والتي نوجزها في عدة نقاط رئيسية ويتفرع ويتشعب منها تحديات اخرى لا تقل عنها في الاهمية ولا في الخطورة وسأذكر في السطور القادمة أهم هذه التحديات

أولاً فساد وتردي التعليم والذي نتج عنه تخريج الملايين من أشباه المتعلمين والذين هم للجهل والعشوائية أقرب، ثانيا تردي الخدمات الصحية في المستشفيات التي اصبحت لا تقدم أي خدمات حقيقية للمواطنين بسبب سوء إختيار الإدارة أو بسبب إنعدام المراقبة والمسائلة والمحاسبة، ثالثا فساد وتوحش وهمجية الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية ويكفي للدلالة على هذا أن أقسام الشرطة أصبحت لا تقوم بدورها في بحث شكاوي المواطنين والتحقيق فيها بالإضافة لأن أقسام الشرطة أصبحت بمثابة مفرخة لإنتاج زبانية تعذيب لتأهيلهم فيما بعد للإنضمام لأمن الدولة الذي أصبح وصمة عار كبرى في وجه مصر بعد أن إنكشفت علاقته السرية بالأجهزة الإستخباراتية الأمريكية حيث يقوم بإستجواب وتعذيب المعتقلين بالوكالة لحساب هذه الاجهزة، رابعاً حالة التردي والترهل والتخبط التي أصابت القضاء المصري الذي اصبحت العدالة فيه بمثابة السلحفاة التي قد لا تصل لصاحبها في يوم من الايام، خامساً شيوع ثقافة الرشوة والمحسوبية في كل انحاء مصر فلا تخلو إدارة أو مؤسسة تابعة للدولة من هذه الظاهرة الخطيرة، سادساً عدم وجود مشاريع قومية ذات فائدة لافراد الشعب المصري فالمشروعات العملاقة والقومية كتوشكى وشرق التفريعة والقرية الذكية لم تعد بالنفع على المواطن العادي، سابعاً قتل المشاريع التصنيعية العملاقة سواء في المجال المدني او العسكري والإكتفاء بمصانع السيراميك والزيت والمكرونة وحديد التسليح، ثامناً فساد وتردي الزراعة في مصر فبعد كارثة المبيدات المسرطنة ظهرت كارثة جديدة تنافسها في إيذاء من تبقى صحيحاً معافى من الشعب المصري الذي أهلكته الأمراض الناجمة عن هذه الكوارث، والكارثة الجديدة هي فضيحة ري الزراعات بمياة المجاري، تاسعاً فساد الحياة السياسية والحزبية في مصر والتي ترتب عليها قتل الإنتماء في نفوس المواطنين الذين عاشوا خلال الثلاثين سنة الماضية تحت هيمنة وسيطرة حزب واحد فقط وهو الحزب الوطني وتحت سيطرة رئيس واحد فقط وهو الرئيس السابق محمد حسني مبارك

بعد أن عرضت عليك يا رئيسنا الجديد أهم التحديت التي ستواجهك خلال فترة حكمك القادمة حان وقت ذكر مطالب الشعب المصري والتي لن تقوم لنا قومة ولن نستعيد مكانتنا كدولة محترمة ذات سيادة إلا بتنفيذ هذه المطالب، أولا مسائلة كل الفاسدين والإنتهازيين والضرب بيد من حديد على يد المفسدين، ثانيا إعادة إحياء الحياة السياسية والحزبية في مصر مع الأخذ في الإعتبار بعدم التصريح للاحزاب الطائفية والإثنية والدينية والتي تتشابه في أطروحاتها مع الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة وأيضا مع احزاب اليمين العنصرية بأوربا كحزب لوبان في فرنسا على سبيل المثال، ثالثاً إستعادة ثقة أغلببية الشعب المصري بالحكومة وذلك بإعطاء الإستقلالية الدينية والفكرية والسياسية للأزهر وللكنائس المصرية ورفع قبضة الدولة عن هذه المؤسسات التي أصبحت تفتقد للمصداقية بسبب سيطرة أتباع النظام السابق عليها، رابعاً التوقف نهائيا عن إسناد المناصب الإدارية العليا للمتعصبين العالمانيين المعادين للدين الإسلامي نظرا لحماقتهم ورعونتهم وفساد أفكارهم المتطرفة المعادية للإسلام والمسلمين والتي تساهم بشكل كبير في نزع الشرعية عن أي نظام حاكم يحتضن أمثال هؤلاء الموتورين، خامساً الإهتمام بالعلم وتشجيع العلماء وإعادة إحياء المراكز البحثية المتخصصة، سادساً البدء فوراً بتطبيق ثورة صناعية والتركيز على الصناعات التكنولوجية الحديثة لما لها من مردود عالى على المستوى الإقتصادي ولنقتدي بماليزيا وكوريا الجنوبية في هذا المضمار، سابعاً البدء فوراً في إقامة دولة القانون والدستور وذلك بأن تكون أنت يا ريس أول من يحترم القانون والدستور وذلك بأن تكون مسائلتك ممكنة تحت قبة مجلسي الشعب والشورى

عزيزي الرئيس المصري القادم بإمكانك أن تدخل التاريخ من أوسع أبوابه بإعتبارك مصلح سياسي قام بتغيير مصر للأحسن وبالطبع لن ينساك التاريخ لأنك ستقوم بإصلاح ما أفسده أشهر مفسد عرفته مصر على الإطلاق وبإمكانك أن تقرن إسمك بإسم حسني مبارك في كتب التاريخ التي ستذكر دوما فساد مبارك الذي إشتهر عهده بالظلم والفقر والفساد والبطالة والامية والتخلف والمرض والسرطنة والجهل والذل والقهر والانحلال والاختلال والانهيار والهوان والانحراف والرشوة والعنوسة الطغيان والتجبر واحتقار وتزوير ارادة الشعب، كتب التاريخ سوف تذكر جهود الرئيس الذي جاء بعد مبارك وواجه هذه التلال من المشاكل وهزمها وقام بدور لا يقل اهمية عن أدوار أعظم قادة ومشاهير التاريخ سواء قديما أو حديثاً وأعاد إحياء وطن من العدم، أما يا ريس لو قررت أن تسير على نهج مبارك أو لو قررت أن تقوم بإصلاحات شكلية ذراً للرماد في العيون مع الإستمرار في الإستحمار فساعتها سأقول لك وسيقولها معي الشعب المصري ونصيح كلنا في وجهك "اهلاً بك في مزبلة التاريخ"، الأمر بيدك يا ريس إما أن تدخل التاريخ وأما أن ترمى في مزبلته والله من وراء القصد

3 تعليق على "الإستمرار في الإستحمار"

.
gravatar
خالدالبنا يقول....

الله راااااااائعة يا أحمد بجد
وياريت نلاقي ريس تاني ويصلح ما أفسده الدهر
والا فسوف نقاوم ونقاوم ونقاوم
شعارهم الاستمرار في الاستحمار
وشعارنا الاستمرار في القلوب اعمار

.
gravatar
ماجد العياطي يقول....

نصيحه قيمه يااخ احمد للي بيفهم

وللي عايز في يوم من الايام يحكم

ويارب تجعلها بالاسلام بقى

احنا زهقنا

أترك تعليقا