الخميس، 8 يوليو 2010

اللي مايشوفش من الغربال يكشف نظر

بتاريخ 1:38 م بواسطة احمد خيرى


راجل وابنه ومراته ومعاهم خمس قطاع طرق تمكنوا من خطف 8000 بني آدم وحبسوهم في منطقة مهجورة، وهاتك يا سخرة في المخطوفين، طبيعي انه بين وقت والتاني وتحت تأثير القهر والذل والجوع إن المخطوفين يقرروا الثورة على العصابة خصوصا وان عدد المخطوفين كبير جدا مقارنة بعدد أفراد عصابة قطاع الطرق، لكن زعيم العصابة كان دايما بيواجه محاولات الثورة دي بالخداع والتحايل على إمتصاص غضب المخطوفين، مرة يعلن أن واحد من قطاع الطرق اللي بيساعدوه بيسئ استخدام سلطاته كقاطع طريق ويتم محاكمته وادانته علناً وطبعاً كان المخطوفين بتخيل عليهم المحاكمات الصورية دي، مرة تانية اكتشف ان غضب المخطوفين زاد وأوشك على الإنفجار فحينها ابتكر حيلة خبيثة بتكوين فريق كروي من المخطوفين ولعب بيهم في مباريات كأس العصابات الدولية، وطبيعي ان المخطوفين المغفلين يتحدوا جميعا ويتكاتفو، مش للتخلص من العصابة لا سمح الله ولكن لتشجيع فريق المخطوفين الكروي، وهكذا دواليك يا محترم ظل المخطوفين يدورون في دائرة مفرغة، كلما هم المخطوفين بالثورة على عصابة قطاع الطرق حينها ينجح زعيم العصابة في إلهائهم بشكل او بآخر بإستخدام دهاءه الشيطاني وخبرته الإجرامية

لكن لأن الحكمة الشعبية تقول تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وأيضاً تأتي الرياح محملة بالأتربة، ولما كان السيل قد بلغ الزبي وضاقت نفوس المخطوفين بأحوالهم المتردية وأصبحت غضبتهم قاب قوسين أو أدني، وعندما تيقن زعيم العصابة بحكم خبرته ومن واقع التقارير اليومية التي تصله بأن المخطوفين على وشك الإنفجار وأن إنفجارهم وثورتهم ستكون فجائية وليس مخطط لها كما كانوا يفعلون فيما قبل حينئذ ادرك المجرم الحويط أن هناك خطورة فعلية على عصابة قطاع الطرق، حينها تشاور زعيم العصابة مع ابنه وزوجته وخلال دراستهم لأفضل طريقة لإمتصاص غضب المخطوفين تفتقت قريحة الأب عن فكرة شيطانية وأمر أن يتم تنفيذها في صباح اليوم التالي

تاني يوم الصبح وقف قاطع طريق صغير السن والمقام على ربوة عالية وصاح بأعلى صوته ليجمع المخطوفين ويعلن لهم البيان التالي "يا أخوانا انا عارف انكو قرفانين من العيشة الزفت اللي احنا معيشينهالكم، أنا عارف انكم بتعانو من الجوع ومن الامراض ومن قلة الراحة، انا عارف انكو غضبانين عشان انتو بتشقوا وتموتو نفسكو في الشغل ومع ذلك خيركو رايح لغيركو، انا بعترف ان احنا مفتريين وولاد تيييييت، إحنا غلطانين في حقكم وبجد أنا مش عارف أودي وشي منكم فين، انا بعلن ان عصابتنا مسئولة عن سوء احوالكم وعن امراضكم وعن جوعكم وفقركم وأمراضكم"
تجمد المخطوفين في أماكنهم كما لو كانت تقف على رؤسهم الطير، ذهول شديد يجتاح الجموع المحتشدة والتي سمعت بآذانها ورأت بأم أعينها أحد أفراد العصابة يعترف بجرائمه ويقول عن نفسه والعصابة أنهم ولاد ستين كلب، شعرت جموع الخاطفين بالخدر اللذيذ يجري في أجسادها، فها هي العصابة تعترف بوضاعتها وحقارتها، يالها من لذة لذيذة ويالها من سعادة غامرة أن يسمع المظلوم المذلول من قاهره إعترافا بالخطأ والخطيئة، إنتشت الجماهير حد الثمالة من تصريحات المجرم الصغير، وإستراحت انفسهم قليلاً، فقد نفثت هذه التصريحات من غضب المخطوفين، فعادوا لسابق عهدهم للعمل الشاق والجوع والفقر والذل والمرض مكتفين بان ينتشوا من إعتراف العصابة بجرمها ووأدت ثورة المخطوفين المقبلة في مهدها، وكده إحنا كسبنا صلاة النبي، ويرجع أبوك عند أبوك وأخوك عند أخوك وإشرب فقر وجوع ومرض وذل وقهر لحد ما تطلع عينك وعين اللي خلفوك

إوعا تتخيل ان دي قصة وهمية، دي قصة مصر في عهد مبارك

ردود على "اللي مايشوفش من الغربال يكشف نظر"

أترك تعليقا