الثلاثاء، 9 فبراير 2010

أيمن نور : اعتقال العريان وإصلاح الساسة والسياسة

بتاريخ 7:33 ص بواسطة احمد خيرى


بينما كنت أتأهب لكتابة مقال اليوم عما تواتر لدي من معلومات أولية عن اعتقال الصديق عصام العريان وعدد من قيادات الإخوان فجر الأمس، وفي أثناء بحثي عن تفاصيل أكثر عن هذا الخبر الكارثي دق جرس التليفون في منزلي صباح أمس الاثنين وكان محدثي علي الطرف الآخر الصديق - الذي لم أره قط - الباحث المصري لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية ماجد ماهر المقيم في الولايات المتحدة منذ سنوات..

.. ماجد ماهر، صاحب فكرة جروب علي الفيس بوك تسمي «بصفتي مواطن مصري أؤيد أيمن نور رئيسًا للجمهورية».. وهو أيضًا كاتب سياسي ليبرالي بالفطرة والدراسة ومن أبرز نشطاء التدوين علي شبكة الإنترنت.

.. وبفعل متابعة ماجد الدقيقة لكل ما يحدث ويدور في وطنه، قدَّم ماجد عبر مكالمته ملاحظات نقدية في مهمة للخطاب السياسي - وبالأصح الإعلامي - لحزب «الغد» ولي شخصيا.

.. أولي هذه الملاحظات وأهمها في تقديري ما أشار إليه - بحق - أن النظام البوليسي في مصر نجح أن يحول - خلال الأشهر الأخيرة - مساحة من خطابنا السياسي والإعلامي للحديث عن ردود أفعال القمع والقهر بأكثر من الحديث عن مشروعنا السياسي للتغيير!! فبات الحديث عما نعانيه، أكثر من الحديث عن معاناة الوطن وأهله!! رغم الرابط العضوي القوي بين أسباب المعاناة في الحالتين.

.. الخلاصة لمكالمة امتدت أكثر من ساعة أن المواطن المصري والباحث ماجد ماهر يطالبنا أن نعاود التمسك بدورنا كمنصة لإطلاق الأفكار والحلول والبرامج بأكثر من الدور الذي يُفرض علينا كمنصة لتبادل إطلاق النار مع النظام وإعلامه الحكومي ونصف الحكومي المنوط به مهمة إلهائنا عن أصل الأزمة بإدخالنا في دائرة الفعل ورد الفعل في صراع التوتر الأمني والسياسي الذي يملك النظام مفرداته وأدواته أكثر من غيره!!

ولأنني أؤمن لحد اليقين أنني - شخصيًا - لست معصومًا من النقد، بذات الدرجة التي أؤمن بها أن الحوار والنقد الذاتي هو السبيل الأوحد لتجاوز أزمة التيارات والأحزاب المصرية التي هي جزء مهم من أزمة الحياة السياسية عامة لذا آثرت أن أؤجل مقالي عن اعتقال عصام العريان ورفاقه لحين ورود مزيد من التفاصيل وأخصصه لهذا الاتصال والحوار مع ماجد ماهر.

.. أوافق الصديق ماجد ماهر علي أن الخطاب «الإعلامي» لـ «الغد» بات أكثر انشغالاً بالأزمات اليومية، بأكثر من اهتمامه بالقضايا الاستراتيجية والبرامجية، وهذا خطأ شائع في الدول الاستبدادية ذات الطابع البوليسي، حيث كثيرا ما تقع تيارات المعارضة أسيرة لسياسة رد الفعل.

.. إلا أنني أخالف ماجد إذا كان الحديث عن الخطاب «السياسي» لـ «الغد» الذي يبقي أكثر الأحزاب والتيارات السياسية ملكية لأجندات وبرامج تفصيلية تجسد روشتة متكاملة لحل مشاكل هذا الوطن.

.. الخطاب الإعلامي بصيغة الإعلام الذي يجتزئ من أحاديثنا ومؤتمراتنا وندواتنا وأنشطتنا ما يراه أكثر اثارة واغراء للنشر وللقارئ.. بينما لا يبذل جهدًا حقيقيًا في التعامل مع الرؤي والحلول والبرامج التي ننتهجها ولا نجد سبيلاً لوصولها للرأي العام إلا من خلال وسائط حديثة ما زالت هي الأقل انتشارًا إذا قورنت بإعلام الدولة والإعلام نصف المستقل الذي يميل لنهج تشويه كل القوي السياسية ووصمها بالسذاجة وقلة الوعي - علي سبيل الاستسهال - وفي تعميم ظالم!!

.. نعم لدينا أخطاء - وربما خطايا - عديدة لا ينبغي أن نعلقها - فقط - علي شماعة الإعلام غير المحايد، لكن لدينا إنتاجًا فكريًا وسياسيًا ينبغي أن نضاعف من جهدنا في ابرازه وإعادة إنتاجه في صور أكثر قدرة علي اختراق الحصار الإعلامي وشهوة بعض النخب في تسفيه الجميع وتعميم العيوب والمثالب دون بذل جهد حقيقي في الفرز.

.. وقرأت بالأمس أيضًا كتابًا جديدًا حصلت عليه من معرض القاهرة للكتاب. للكاتب الليبرالي الكبير د.عبد المنعم سعيد بعنوان: (إصلاح الساسة - الإخوان الليبراليون الحزب الوطني) الكتاب دعوة أخري لإصلاح السياسة من زاوية أخري لا تقل أهمية عن ملاحظات الصديق ماجد ماهر.

.. بات واضحًا لي - أكثر من أي وقت مضي - أننا في حاجة لإصغاء حقيقي لملاحظات مهمة تعكس رغبة جارفة لدي الشارع المصري في إصلاح يشمل الساسة والسياسة
دكتور ايمن نور..

ردود على "أيمن نور : اعتقال العريان وإصلاح الساسة والسياسة"

أترك تعليقا